في عام 2025، لم يعد السؤال: “هل تستخدم التلعيب في التسويق؟”
بل صار: “كم مرحلة يستطيع عميلك أن يتحملها قبل أن يتحول إلى زومبي رقمي؟”
نعم. زومبي.
التلعيب (Gamification) ليس موضة.
هو سلاح. أداة نفسية تُستخدم لإعادة برمجة السلوك، وزرع الرغبة، وتوليد الإدمان.
من يستخدمه بفهم، يكسب. ومن لا يفهمه، يُستخدم عليه.
لنفهم الكذبة أولاً:
يقولون لك إن التلعيب “يجعل التجربة ممتعة”.
والواقع؟
هو يجعل العميل يركض خلف جزر وهمية، ويكمل مهام لا فائدة منها، من أجل شارات رقمية لا تساوي شيئًا.
لكنه سعيد.
يعود.
ويشتري.
التسويق بالتلعيب ليس تسويقًا.
هو علم نفس سلوكي مغلف بواجهة ألعاب.
أمثلة صادمة؟ تفضل:
- تدخل تطبيق توصيل، تطلب وجبتك، ثم تظهر لك عجلة حظ.
تفوز بخصم! تشعر بالحماس.
لكن هل تساءلت لماذا كل مرة تُغريك بخصم مختلف؟
لأن الدماغ البشري يعشق المفاجآت أكثر من المكافآت. وهذا ثبت علميًا. - تطبيقات اللياقة تعطيك شارات لأنك مشيت 3 أيام متتالية.
هل يهتم جسدك بالشارة؟ لا.
لكن دماغك يفرز دوبامين كأنك أنقذت طفلًا من الغرق. - برامج الولاء تقول لك: “أنت الآن في المستوى الفضي، 3 طلبات فقط وتصل للذهبي!”
هل تعلم أنك الآن مجرد فأر في متاهة مصممة بدقة؟
لماذا التلعيب فعال؟ لأنه يفعل التالي:
- يُحوّل السلوك اليومي إلى عادة مربوطة بالمكافآت.
- يستغل غريزة التنافس، حتى لو ضد نفسك.
- يزرع شعور الإنجاز في مهام تافهة.
- يجعلك تُقنع نفسك أنك تستفيد، بينما أنت تُستَخدَم.
وهنا يأتي السطر الأخطر:
إن لم تستخدم التلعيب في تسويقك، فاعلم أن هناك من يستخدمه ضدك… وضد عملائك.
هل التلعيب حرام؟ أخلاقي؟ مشروع؟
يعتمد على نيتك.
هل تستخدمه لتحفيز العميل على الفائدة؟
أم لإدمانه على الشراء؟
هل تحفّز التفاعل بقيمة حقيقية؟
أم تجعله يركض وراء نقاط لا تشتري حتى علكة؟
خلاصة:
التلعيب ليس لعبة.
إنه مصفوفة، إذا لم تفهمها جيدًا، ستجد نفسك داخلها دون أن تدري.
سواء كنت تبيع كورس، برغر، أو حتى فكرة، اعرف أن “اللعب” صار جد.
ومن لا يجيد اللعب… يُلعَب به.